كبرنا في المدن الصاخبة البعيدة عن وديان حضرموت الهادئة، كانت طفولتنا غارقة في نكهات العسل الغنية، هدية من أجدادنا الذين كانوا يعتزون بجوهره الذهبي.
كان عمنا، بابتسامته العريضة وحكاياته عن الأراضي البعيدة، بوابتنا إلى عالم يتراقص فيه النحل بين الأزهار ويتدفق فيه العسل كالذهب السائل.
وبينما كنا نعيش بعيدًا عن الأرض ذاتها، كانت قلوبنا مرتبطة بترابها ومنسوجة في نسيج تراثها.
كانت جدتنا، بيديها الرقيقتين وجرار العسل، حافظة لتقاليد عائلتنا، حيث كانت تنقل لنا طقوس الملاعق اليومية والبركات الهامسة.
ولكن ما وراء العسل تكمن حقيقة أعمق – علاقتنا ببعضنا البعض وبجذورنا.
ومع نمونا، نما فهمنا أيضاً للنسيج المعقد لقصة عائلتنا، وهي قصة امتدت عبر القارات والأجيال، يربطها حب مشترك لهذه الهبة المقدسة من الطبيعة.
بالنسبة لنا، العسل اليمني ليس مجرد سلعة؛ إنه رمز للوطن، وتذكير بالروابط التي تربطنا بماضينا وترشدنا إلى المستقبل.
وهكذا، شرعنا في مشاركة هذه الهدية مع العالم، ليس كتجار، ولكن كرواة قصص ننسج حكايات عن التقاليد والمرونة وقوة الحب الدائمة.
يمثل كل برطمان التزامنا بالبحث عن أجود أنواع الرحيق غير المعدّل من أيدي النحالين الموثوق بهم الذين يشاركوننا تقديسنا للتقاليد والجودة.
ونسعى من خلال منصتنا إلى تسليط الضوء على مربي النحل، الأبطال المجهولين في أرضنا، الذين لا تقتصر جهودهم الدؤوبة على دعم عائلتنا فحسب، بل مجتمع يربطه التقدير المشترك للأرض الغنية وكنوزها.
وبينما نستعرض النكهات المتنوعة للعسل اليمني، من حلاوة السدر الرقيقة إلى النكهات القوية للأصناف الأخرى، ندعوكم للانضمام إلينا في رحلة استكشافية، لاستكشاف مشاهد وأصوات ونكهات تراث وزارة الزراعة والثروة الحيوانية في اليمن والشعور بدفء قصتها.